صدرت حديثا عن كل من دار النايا و دار محاكاة بدمشق (سوريا) في مستهل شهر يناير سنة 2013 رواية جديدة للكاتب المغربي نور الدين محقق عنونها باسم "إنها باريس يا عزيزتي" ، في استحضار قوي لمدينة باريس ، مدينة الأنوار ، و هي رواية علاقة إنسانية مذهلة جمعت بين رجل مغربي في حوالي السابعة و الأربعين من العمر يعيش في مدينة الدار البيضاء و بين سيدة مغربية في حدود السابعة و العشرين من عمرها تعيش في مدينة باريس . التقيا صدفة على موقع الفايسبوك و توطدت العلاقة بينهما ، مما سيدفعه إلى الذهاب عندها إلى هناك حيث تعيش في مدينة باريس .بمناسبة إحدى العطل الدراسية .فقد كان يشتغل هو في التدريس الجامعي . حين سيلتقيان في مدينة باريس ، سيتعرف كل واحد منهما على الآخر على مستوى الواقع حيث ستكتشف هي بأنه كان يحب صورتها التي وضعها في ذهنه ، وحيث سيعرف هو بأن هذه المرأة الساحرة بأنوثتها لم تكن لتستطيع أن تسايره في رغبته في اكتشاف مدينة باريس و الغوص في متاهاتها الثقافية .. وبالرغم من الحب الذي توطد بقوة بينهما فهناك ظروف اجتماعية و حضارية أيضا تتعلق برؤية كل واحد منهما لعلاقة الزواج و مؤسسته ، ستتدخل لتتشابك المصائر بينهما في إطار درامي متنامي ..إنها رواية تغوص في نفسية شخصياتها عن طريق تشريح دقيق للعادات و للتقاليد و للفارق الزمني الحاصل بين الحبيبين ..كما أنها تطرح مسألة التواصل الإنساني الواقعي و الافتراضي معا ، و تغوص انطلاقا من كل ذلك في تقديم صورة ثقافية لكل من مدينتي الدار البيضاء و مدينة باريس ، و إن انصب الاهتمام بشكل كبير بطبيعة الحال على مدينة باريس و على مختلف أمكنتها، لأنها كانت هي فضاء هذه العلاقة الإنسانية . و من هنا جاء عنوان الرواية "إنها باريس يا عزيزتي " .كما وظفت هذه الرواية على صعيد البناء الفني كل من السرد الخطي الذي يحافظ على تسلسل الحكاية و السرد الاسترجاعي حيث الشخصيات تعيش بعض لحظات الماضي عن طريق الذاكرة، كما وظفت كل من تقنية الرسائل الالكترونية من جهة و تقنية البوح المونولوجي من جهة أخرى ، كل ذلك في بوتقة روائية متكاملة بغية خلق رواية حداثية بامتياز إن على مستوى المضامين التي تتجاوز الواقعي لتصل به إلى التخييلي و إن على مستوى التيمات التي تعالج قضايا اجتماعية حديثة العهد أصبح المجتمع العربي يعرفها مع انتشار المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت . وكما هي عادة الكاتب المغربي نور الدين محقق ، فهذه الرواية الجديدة شأن سابقاتها ، تتحاور بشكل صريح تارة و بشكل ضمني تارة أخرى مع كثير من الروايات و الكتب الكبرى سواء العالمية منها أو العربية التي سبق للكاتب أن قرأها بعمق ، وهو ما يجعل من هذه الرواية بالإضافة إلى كونها رواية متخيل فهي رواية ثقافة أيضا ...و الجدير بالذكر أن هذه الرواية تأتي بعد روايات سابقة للكاتب المغربي نور الدين محقق نذكر منها على الخصوص كل من رواية "وقت الرحيل" و رواية "بريد الدار البيضاء و رواية "شمس المتوسط".